في دراسة حديثة إلى أن ما يصل إلى ثلاث من بين كل أربع نساء يدخلن مرحلة انقطاع الطمث، يعانين من التعرق الليلي أو الهبات الساخنة، وأن حوالي 8% من النساء يعانين في فترة ما يسمى “سن اليأس” من حرق اللسان. فضلا عن ظواهر مزعجة مثل طنين الأذن، والشعور بحشرات زاحفة على البشرة.
من ناحية صحية، فإن انقطاع الطمث أو توقف الدورة الشهرية عند النساء، عادة ما يحدث ما بين عمر 46 إلى 51 عاما، ويعد ذلك إشارة على انتهاء سنوات الإنجاب، وبداية مرحلة جديدة من مراحل الحياة. وعادة ما تتسم الفترة التي تسبق ذلك بعدم انتظام الدورة الشهرية، مع ما يرافقها من أعراض ومشاكل صحية يتنادى العالم في شهر أكتوبر للتوعية بها.
حرق اللسان
ويعرض التقرير كيف أن حرق اللسان، يمكن أن يكون شعورا بألم مفاجئ قصير في الفم، وهو أكثر شيوعا عند النساء اللواتي يعانين أيضا من الأذواق المعدنية، أو جفاف الفم، أو الوخز أو الألم. وقد يكون شعور بالحرق حول سقف الفم، أو الشفتين، أو داخل الخدين.
ويعتقد الأطباء أنه ناتج عن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين لتنشيط الأعصاب الحساسة للألم حول براعم التذوق في اللسان.
خيارات علاجه قليلة قد تجعل الألم أقل حدة؛ حيث يمكن علاجها بالأدوية، بما في ذلك جرعة منخفضة من مضادات الاكتئاب التي تحل محل الإندورفين الطبيعي المسكن للألم، وهو الذي ينخفض عندما تكون مستويات هرمون الإستروجين متدنية.
الصدمات الكهربائية
إضافة إلى الحرق، قد تشعر النساء مع قرب انقطاع الدورة، وكأنهن يعانين من صدمات كهربائية، أو كأنه شريط مطاطي ينكسر تحت الجلد في أي مكان في الجسم، والأكثر شيوعا على الجبهة.
يقول التقرير إنه لا يوجد أي سبب محدد لهذه الأعراض، لكن يعتقد أن تقلبات مستويات الهرمون قد تؤدي إلى اختلال الجهاز العصبي؛ ولذلك لا يصف الأطباء أي شيء محدد للمساعدة في الوقاية منها، بخلاف العلاج التعويضي بالهرمونات. لكنهم يقولون إن اتباع نظام غذائي غني بفول الصويا، والتوفو، والحمص، والبروكلي، واليقطين، والسمسم، وبذور عباد الشمس يساعد على زيادتها في الجسم.
علما أن هذه الأعراض تختلف عن الألم العصبي ثلاثي التوائم، وهو ألم نادر يبدو وكأنه صدمة كهربائية في الفك والأسنان واللثة، وهو أكثر شيوعا لدى النساء فوق سن 60.
الشعور بحشرات زاحفة على البشرة
بعض النساء يشعرن أن جيشا من النمل يزحف تحت الجلد، وهي أعراض أظهر الاستطلاع الأخير أنه يطال حوالي 21 % من النساء في سن اليأس، أو بعد فترة وجيزة من آخر دورة شهرية، ثم يختفي من تلقاء نفسه.
وتنصح النساء بتجنب الاستحمام بالماء الساخن، وشرب الكثير من الماء، والترطيب بانتظام، مع تناول خبز السمون والجوز والبيض، علما بأنه يتوفر بعض الكريمات المضادة للهيستامين التي تخفف التهيج.
طنين في الأذن
قد يترك انقطاع الطمث إحساسا غير سار بطنين الأذن. ويشير الاستطلاع السنوي الأخير، العام 2022، إلى أنه يصيب أكثر من خمس النساء اللائي مررن بالتغيير في الطمث.
ويعتقد أنه مرتبط بالانخفاض في مستويات تدفق الدم في الأذن؛ بسبب التدني في هرمون الإستروجين الذي يحد من التدفق إلى أنبوب الأذن الداخلي – المعروف باسم القوقعة؛ وهذا يتسبب في الإحساس بالطنين.
علاجه يتم بتعويض الهرمونات. ويعتقد أيضا أن التنفس العميق، واليوغا، وأنشطة أخرى للحد من الإجهاد تساعد في تخفيف الأعراض. علما أن بعض العلماء ربطوا طنين الأذن بالاكتئاب واضطرابات المزاج، وهي ظواهر غالبا ما تتلاشى لوحدها.
رائحة الجسد
أحد الآثار الجانبية المحتملة الأخرى لانقطاع الطمث، ظهور رائحة كريهة للجسد. ووفقا للاستطلاعات فإن ما يصل إلى ثلاث من بين كل أربع نساء يعانين من التعرق الليلي، أو الهبات الساخنة، حيث يؤدي التعرق المفرط إلى ظهور الرائحة الكريهة التي تعالج بمضادات العرق، وبارتداء الملابس القابلة للتنفس، وبخاخات التبريد.
سرعة الانفعال
تقول الدراسة إن غضب ما قبل سن اليأس أمر طبيعي، لكنه يختلف عن غضب مرحلة انقطاع الطمث الذي يحدث فجأة مع انخفاض مستويات الإستروجين.
ولذلك؛ يتعين على النساء في هذه المرحلة التعامل بوعي وتفهّم مع سرعة الانفعال.
ووفقا للدراسة الأخيرة، فإن 70% ممن هن في سن اليأس سريعات الانفعال. وتزداد المشكلة لكون كبح جماح الانفعال العاطفي لدى المرأة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. ولذلك؛ ينصحون بممارسة التمارين الرياضية لتقليل الغضب، والعلاج بالهرمونات إن أصبح الوضع غير محتمل.