توقفت حركة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، اليوم الأحد، بعدما علقت روسيا الاتفاق بشأن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية الحيوية لإمدادات الغذاء في العالم، في قرار انتقدته بشدة أوكرانيا وأمريكا، قبل أن تتهم الأولى روسيا بتجويع مصر وبنغلاديش.
وبررت روسيا تعليق مشاركتها بهجوم مكثف بطائرات مسيّرة استهدف السبت سفنا عسكرية ومدنية تابعة لأسطولها في البحر الأسود المتمركز في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم.
وأعلن مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق الاتفاق، أن أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية لم تسجل في البحر الأسود الأحد.
وقال المركز في بيان نشر ليل السبت، بعدما أعلنت موسكو تعليق مشاركتها في الاتفاق الذي وقع في 22 يوليو/تموز في إسطنبول، متحججة بهجوم مسيرات على سفنها: “تعذر التوصل إلى اتفاق في مركز التنسيق المشترك بشأن حركة خروج سفن الشحن ودخولها في 30 أكتوبر/تشرين الأول”.
وأوضح المركز الذي يضم مندوبين عن روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة في إسطنبول، أنه تبلغ من روسيا “قلقها على أمن سفن الشحن”، وقد نقل هذه المخاوف إلى الوفدين التركي والأوكراني.
وأضاف: “منسق الأمم المتحدة لمبادرة الحبوب في البحر الأسود أمير عبدالله تبلغ السبت من الوفد الروسي لدى مركز التنسيق المشترك مخاوفه بشأن أمن تحرك السفن التجارية”.
وتابع يقول: “نقل عبدالله هذه المخاوف إلى الوفدين التركي والأوكراني في مركز التنسيق المشترك”.
• أزمة الغذاء تقرع الأبواب من جديد
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا بتعطيل تصدير أكثر من مليوني طن من الحبوب إلى نحو 7 ملايين إنسان في مختلف أنحاء العالم.
وقال إن “الجزائر ومصر واليمن وبنغلاديش وفيتنام.. هذه الدول وغيرها قد تعاني من تفاقم أزمة الغذاء التي تثيرها روسيا عمدا”.
وتساءل زيلينسكي: “لماذا يمكن لحفنة من الناس في مكان ما داخل الكرملين أن يقرروا ما إذا كان سيكون هناك طعام على موائد الناس في مصر أو بنغلاديش؟”.
وفي كلمته المصورة اليومية عبر الانترنت، أكد زيلنسكي أن القرار الروسي “لا يعود لليوم فقط.. فروسيا بدأت تفاقم أزمة الأغذية العالمية في سبتمبر/أيلول، عندما باشرت تعطيل حركة السفن التي تنقل منتجاتنا الزراعية”.
وأضاف: “إنها نية واضحة لروسيا للتلويح مجددا بهاجس المجاعة على نطاق واسع في أفريقيا وآسيا”، مشددا على ضرورة حصول “رد دولي صارم على مستوى الأمم المتحدة ولا سيما مجموعة العشرين”.
وتابع: “موسكو عطلت حركة ما لا يقل عن 176 سفينة حتى الآن”.
وفي الوقت الذي لم يصدر تعليق رسمي من تركيا حول القرار الروسي، نقلت وكالة (فرانس برس) عن مصدر أمني (لم تسمه) قوله إن “تركيا لم تتبلغ رسمياً” انسحاب روسيا من الاتفاق الدولي الخاص بصادرات الحبوب.
• جيبوليتكال فيوتشرز: هكذا تفكر القيادة الروسية بشأن حرب أوكرانيا
في غضون ذلك، نقلت وكالة (ريا نوفوستي) الروسية، عن مصدر في إسطنبول، أن تركيا بصدد إجراء اتصالات دبلوماسية على جميع المستويات بشأن اتفاق تصدير الحبوب.
وأضاف المصدر أن الآمال ما زالت قائمة في إمكانية إنقاذ الاتفاق.
وهذا الاتفاق تم توقيعه من جانب كل من روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة وتركيا، لإعادة فتح 3 موانئ أوكرانية على البحر الأسود لتصدير الحبوب.
وكان من المفترض أن تكون الاتفاقية سارية المفعول لمدة 120 يوما والتي تنتهي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ويستهدف صادرات شهرية تبلغ 5 ملايين طن.
ومنذ توقيع الاتفاقية، صدرت أوكرانيا 9.2 ملايين طن من المنتجات الغذائية عبر ممر آمن في البحر الأسود، وفقا للأمم المتحدة.
وتم تصدير أكثر من 8 ملايين طن من الحبوب من أوكرانيا كجزء من الصفقة، التي أدت إلى انخفاض أسعار الغذاء العالمية، وفقا للأمم المتحدة.