28 يوليو، 2024 12:15 صباحًا
لوجو الوطن اليوم
صحف عالمية: تخوف أوروبي من ميلوني.. وكيف سترد الولايات المتحدة على التصعيد الروسي؟
صحف عالمية: تخوف أوروبي من ميلوني.. وكيف سترد الولايات المتحدة على التصعيد الروسي؟
جورجيا ميلوني

لا يزال فوز اليمين المتطرف بزعامة جورجيا ميلوني، في الانتخابات العامة الإيطالية، يتصدر عناوين الصحف العالمية لليوم الثاني على التوالي، وسط تقارير تتحدث عن خوف أوروبي واسع من شركاء ميلوني في الائتلاف.

كما تناولت الصحف تقارير تكشف عن سبل رد الولايات المتحدة في ضوء التصعيد الذي يمارسه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الحرب في أوكرانيا.

وسلطت الصحف الضوء على الاحتجاجات في اليابان على جنازة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، التي تقام اليوم الثلاثاء، وسط انتقادات من أنها “تقام على حساب دافعي الضرائب”.

مخاوف أوروبية بعد فوز ميلوني

ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن أوروبا تنظر إلى فوز زعيمة اليمين المتطرف في إيطاليا، جورجيا ميلوني، في الانتخابات العامة وخطوتها نحو تشكيل حكومة وحصول ائتلافها على أغلبية في مجلسي البرلمان، بـ”حذر مصحوب بخوف”.

وقالت الصحيفة “على الرغم من أن ميلوني -التي تستعد لتكون أول زعيمة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية- وعدت بأنها ستدعم أوكرانيا، وخففت من آرائها القاسية بشأن أوروبا، لكن هناك شكوكا أوروبية حول شركائها في الائتلاف”.

وأضافت الصحيفة أنه “حتى مع الأخذ في الاعتبار نجاحات التكتل الأوروبي في السنوات الأخيرة للاتفاق على صندوق رائد للتعافي من الأوبئة ولمواجهة العدوان الروسي في أوكرانيا، فإن جاذبية القوميين والشعبويين لا تزال قوية، وهي شعبية آخذة في الانتشار؛ ما يمثل تهديدا محتملا للمثل الأوروبية والتماسك”.

ونقلت الصحيفة عن تشارلز كوبشان، الخبير الأوروبي في مجلس العلاقات الخارجية، قوله إن “التأثير الاقتصادي لجائحة كورونا والحرب الأوكرانية، فضلا عن ارتفاع الديون الوطنية والتضخم الصاروخي، أضرت بأحزاب الوسط في جميع أنحاء أوروبا”.

وأضاف “تجاه الزخم السياسي يتغير، إذ كان لدينا موجة من الوسطية قبل وفي أثناء الوباء، لكن الآن يبدو أن الطاولة السياسية تميل إلى الوراء في اتجاه الشعبويين على اليمين. وهذه مشكلة كبيرة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيطاليا، تحت سلطة رئيس الوزراء التكنوقراطي المنتهية ولايته ماريو دراغي، كانت لعبت دورا مهمّا في أوروبا، سواء في القضايا الاقتصادية الحيوية أو الرد على الغزو الروسي لأوكرانيا. لكن إيطاليا ابتعدت الآن عن الاتجاه السائد في أوروبا.

وقالت الصحيفة “من المحتمل أن تكون إيطاليا بقيادة ميلوني مقيدة بالسيطرة الأوروبية على مليارات اليورو في التمويل الحاسم، إذ يقول دبلوماسيون ومحللون إنه في أفضل الأحوال، لن يؤدي ذلك إلى تحطيم الإجماع الأوروبي، ولكنه قد يؤدي إلى تعقيد عملية صنع السياسة بشدة”.

جورجيا ميلوني

وصرح كوبشان في هذا الشأن إذا اختارت ميلوني وشركاؤها في التحالف الوقوف إلى جانب القادة الشعبويين الآخرين المتشككين في أوروبا داخل الاتحاد الأوروبي، مثل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي، فبإمكانها بالتأكيد توطيد سلطتها.

بدوره، قال ستيفانو ستيفانيني، المحلل والدبلوماسي الإيطالي السابق، للصحيفة الأمريكية، إن تعاون إيطاليا مع أوربان – على سبيل المثال – يعد كابوسا لبروكسل، حيث عاش التكتل لأكثر من 10 سنوات مع الخوف من أن تغرقه موجة من الشعبوية المشككة في أوروبا.

وأضاف المجر تعد ألما حقيقيا لجهود التكتل، لكن انضمام إيطاليا إلى المجر وبولندا سيكون تحديا خطيرا لتيار الاتحاد الأوروبي السائد. وستعمل على حشد أقصى اليمين في البلدان الأخرى.

وقالت الصحيفة إن مخاوف أوروبا من إيطاليا لا تتمثل في سياستها تجاه أوكرانيا، إذ أكدت ميلوني أنها تدعم حلف شمال الأطلسي (الناتو) وكييف، على عكس شريكيْها الأصغرين في الائتلاف، ماتيو سالفيني وسيلفيو برلسكوني، اللذين عبرا عن دعمهما للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وأضافت الصحيفة يتعاطف الرأي العام الإيطالي بشكل تقليدي مع موسكو، حيث يذهب نحو ثلث المقاعد في البرلمان الجديد إلى الأحزاب ذات الموقف الغامض من روسيا والعقوبات والمساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وتابعت مع استمرار الحرب في أوكرانيا، مع كل تكاليفها الاقتصادية المحلية، قد تتخذ ميلوني وجهة نظر أقل حزما من وجهة نظر دراغي. واختتمت بالقول هذه الانتخابات تعد علامة أخرى على أن كل شيء ليس على ما يرام داخل منطقة اليورو. إنها فترة معقدة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

جورجيا ميلوني

كيف ترد واشنطن على التصعيد الروسي؟

وفي هذا الصدد، تساءلت مجلة (ناشيونال إنترست) الأمريكية حول سبل رد الولايات المتحدة على تصعيد الرئيس الروسي المتزايد في أوكرانيا، داعية إدارة الرئيس، جو بايدن، إلى ضرورة زيادة تكاليف بوتين في الحرب، مع إبقاء الباب مفتوحا أمام تسوية سياسية تخدم مصالح واشنطن العالمية طويلة الأجل المتمثلة في الاستقرار والأمن.

وأشارت المجلة إلى أنه في ضوء الانتكاسات الروسية العسكرية الأخيرة في أوكرانيا، قرر بوتين تصعيد الحرب من خلال الأمر بتعبئة 300 ألف جندي احتياطي، والتحرك لضم الأراضي الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية من خلال استفتاء زائف، والتهديد مرة أخرى باستخدام الأسلحة النووية.

وقالت المجلة إن هذه الخطوات تمثل مخاطر كبيرة وتتطلب تعديلات على إستراتيجية واشنطن الحالية“، معتبرة أن المخاطر تحتوى على شقين؛ الأول هو الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية والانجراف المحتمل إلى حرب نووية، والثاني هو تأثير الحرب على الدعم الغربي لكييف.

ورأت المجلة أنه عند معالجة الخطر النووي، يجب أن تنظر الإدارة الأمريكية في عواقب ضغط أوكرانيا لتحرير الأراضي التي ضمتها روسيا.

وأضافت أنه في هذا السيناريو، قد يطالب بوتين الأوكرانيين بوقف تقدمهم ثم الانتقام بواحد أو أكثر من الأسلحة النووية إذا لم يمتثلوا.

وتابعت المجلة يجب أن تهتم الإدارة بهذا الاحتمال والاستعداد له الآن. والأهم من ذلك، يجب على الإدارة أن ترسل رسالة واضحة جدا مفادها أن ردها على الاستخدام النووي الروسي في أوكرانيا سيشمل الرد السريع.

وأردفت على الرغم من صعوبة استحضارها، يجب على الولايات المتحدة إشراك الصين والهند والدول الأخرى التي تجلس على السياج الآن لضمان أن تؤدي الضربة النووية في أوكرانيا إلى العزلة الدولية الكاملة لروسيا.

مشاهد من أوكرانيا

وقالت المجلة يبدو أن الأوكرانيين مصممون على القتال لتحرير الأراضي التي يستعد بوتين لضمها. لكن في حالة التصعيد، سيحتاجون إلى مزيد من الدعم العسكري والاستخباراتي الدولي. يجب على الولايات المتحدة تلبية هذه الحاجة. يجب جعل بوتين يفهم أن تكتيكاته في التصعيد والترهيب ستؤدي إلى زيادة الدعم من قبل واشنطن وحلفائها.

طالع | الرئيس الروسي بوتين يعلن التعبئة الجزئية من قوات الاحتياط

أما عن احتمال تقويض الدعم الأوروبي، فقد اعتبرت المجلة الأمريكية أن الحفاظ على تماسك الحلفاء والالتزام المتبادل لتقاسم الأعباء يظل تحديا مع استمرار الحرب، حيث يعاني العديد من حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين من ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة، ما يؤدي في النهاية إلى تقويض الدعم الشعبي لجهود دعم أوكرانيا.

وذكرت المجلة لا ينبغي للإدارة أن تغفل عن آسيا الوسطى، حيث أدى الأداء الضعيف لموسكو في أوكرانيا إلى تراجع مخاوف دول المنطقة منذ فترة طويلة من روسيا. ويمكن أن تصبح آسيا الوسطى مستفيدا غير مقصود من الحرب، حيث أصبحت كازاخستان وأوزبكستان أكثر انفتاحًا للتطلع غربًا نحو العلاقات الاقتصادية والتوازن الجيوسياسي.

واختتمت (ناشيونال إنترست) تحليلها بالقول جنبا إلى جنب مع أوروبا، تحتاج إدارة بايدن إلى أن تصبح أكثر نشاطًا في تطوير قدرة آسيا الوسطى على مواجهة الاعتماد الأوروبي على الطاقة الروسية. وتمتلك تركمانستان وحدها رابع أكبر احتياطي للغاز في العالم، وبالتعاون مع أذربيجان، يمكنها توفير كميات كبيرة من الغاز لأوروبا.

مشاهد من أوكرانيا

جنازة آبي.. وغضب شعبي واسع

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن اليابان تقيم اليوم الثلاثاء، جنازة رسمية لشينزو آبي، أطول رئيس وزراء خدمة، والذي اغتيل في تموز/ يوليو، وذلك في حدث تأبين هو الأول في البلاد منذ 55 عاما والثاني فقط في حقبة ما بعد الحرب.

وقالت الصحيفة إن الحدث يقام وسط احتجاجات واسعة من أن دافعي الضرائب سيدفعون فاتورة بقيمة 11.5 مليون دولار لتكريم زعيم وحليف قوي للولايات المتحدة كان يتمتع بشعبية في الخارج ولكن غالبًا ما يكون مثيرًا للانقسام في الداخل.

وأضافت الصحيفة أن “الفضيحة” التي اجتاحت الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم بشأن علاقاته بجماعة دينية في الأسابيع التي تلت مقتل الزعيم المحافظ السابق بالرصاص، قد أسهمت في تفاقم الاحتجاجات أيضا.

جنازة رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي - الفرنسية

طالع | لماذا تأخرت جنازة رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي 81 يوما؟

وكان المتهم بقتل آبي، تيتسويا ياماغامي، صرح للشرطة بأنه نفذ عملية الاغتيال لأن حياته وعائلته قد دمرت نتيجة تبرعات والدته الكبيرة لكنيسة “التوحيد”، التي كان لآبي على ما يبدو صلات وثيقة بها.

ووفقا لتقرير (واشنطن بوست)، تجمع آلاف المتظاهرين أمس بالعاصمة، طوكيو، للاحتجاج على الجنازة وتكاليفها الباهظة.

وقال التقرير “لم يكن تدفق الغضب الناجم عن الاغتيال موجهًا إلى القاتل أو التفاصيل الأمنية التي فشلت في حماية آبي، لكن بدلا من ذلك، وجه الشعب غضبه تجاه الحزب الحاكم بسبب عقده جنازة رسمية ستكلف البلاد أعباءً مالية لا داعي لها”.

وأشار إلى أن السلطات اليابانية “عززت الإجراءات الأمنية لهذه المناسبة، لا سيما في ضوء الهفوات المعترف بها التي مكنت المسلح من الاقتراب من آبي وفتح النار عليه بسلاح محلي الصنع”.

وأضاف أنه “من المتوقع أن يحضر نحو 4300 ضيف، من بينهم نحو 700 من الخارج، الحفل الختامي للجنازة، اليوم”.

زوارنا يتصفحون الآن