6 أغسطس، 2024 8:34 مساءً
لوجو الوطن اليوم
طهران.. قمع واعتقالات.. النظام يستفرد بالمحتجين
طهران.. قمع واعتقالات.. النظام يستفرد بالمحتجين
طهران.. قمع واعتقالات.. النظام يستفرد بالمحتجين

شكلت طهران، مساء الجمعة، مسرحا لتظاهرات غاضبة جديدة، بعد أسبوع من احتجاجات على وفاة الشابة “مهسا أميني” بعد أن اعتقلتها شرطة الآداب، فيما أدى قمع المظاهرات إلى مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا إثر قمع الأجهزة الأمنية.

وتظهر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تحققت منها وكالة “فرانس برس”، رجلا يرتدي زيا عسكريا يطلق النار على متظاهرين لم يحدد عددهم حتى الآن، في منطقة شهر ري في جنوب العاصمة الإيرانية.

وتظهر لقطات أخرى محتجين يركضون أمام فندق بارك رويال في شمال طهران، في شارع شهد فوضى وإشعال حرائق. وسمع دوي ما لا يقل عن ثماني طلقات لم يُحدد مصدرها.

وأوقفت شرطة الأخلاق مهسا أميني (22 عاما) في 13 أيلول/ سبتمبر، وتوفيت في مستشفى بعد ثلاثة أيام. وقال ناشطون إنها تلقت ضربة على رأسها، لكن السلطات الإيرانية نفت ذلك، وأكدت أنها فتحت تحقيقا في الحادثة.

وقتل 17 شخصا على الأقلّ في التظاهرات الاحتجاجية التي خرجت في مناطق عدة من إيران منذ إعلان وفاة أميني وتخللتها مواجهات، بينهم عناصر في قوى الأمن، بحسب وسيلة إعلام إيرانية رسمية، لكنّ، منظمة “هيومن رايتس إيران” التي مقرها في النروج، أقرت، الجمعة، بمقتل ما لا يقل عن 50 شخصا في الاحتجاجات.

وذكر ناشطون ووسائل إعلام، الجمعة، أن متظاهرين اشتبكوا في مدن إيرانية عدة مع قوات الأمن وأحرقوا سيارات للشرطة ورددوا شعارات معارضة للحكومة.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الشرطة اعتقلت عددا غير محدد من الأشخاص، بينهم الناشط ماجد توكلي والصحافي نيلوفر حميدي بحسب ما أفاد مقربون منهما.

وانتشرت صور على شبكات التواصل الاجتماعي لنساء إيرانيات يحرقن الحجاب في بلدٍ يفرض عليهن تغطية رؤوسهن.

وفي مواجهة المتظاهرين الذين وُصفوا بأنهم “معادون للثورة” و”مثيرو شغب” و”متآمرون”، ردت السلطات بتنظيم تظاهرات مؤيدة لها بعد صلاة، الجمعة.

ونزل آلاف المتظاهرين، الجمعة، إلى الشارع في عدد من المدن الإيرانية بناء على دعوة منظمة حكومية تأييدا لوضع الحجاب، بعد احتجاجات متواصلة منذ سبعة أيام على وفاة أميني التي كانت أوقفتها شرطة الأخلاق بسبب “لباسها غير المحتشم”.

ونددت منظمات غير حكومية تنشط من خارج إيران بقمع عنيف للمحتجين، بينما تشهد شبكة الإنترنت في كل أنحاء البلاد اضطرابات وانقطاعات، لا سيما بالنسبة إلى تطبيقي “واتساب” و”إنستغرام”، فيما أعلنت واشنطن إجراءات “دعم لتدفق المعلومات بحرية إلى الشعب الإيراني”.

ودعا المجلس الإسلامي لتنسيق التنمية المكلّف تنظيم التظاهرات الرسمية في إيران إلى تظاهرات داعمة للحكومة والحجاب، الجمعة.

ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي مشاهد من طهران وتبريز وقم وحمدان وأصفهان والأهواز وغيرها بدت فيها أعداد ضخمة من المتظاهرين تسير في الشوارع، وقد حمل كثر منهم أعلاما إيرانية وصور مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

وشوهد في بعض المسيرات رجال يتقدمون الى جانب بعضهم، بينما نساء ارتدين التشادور بمعظمهن يسرن مع بعضهن.

ووصفت وكالة أنباء “مهر” الإيرانية تجمعات الجمعة بأنها “التظاهرة العظيمة للشعب الإيراني المنددة بالمتآمرين والمس بمقدسات الدين”.

ووصف المجلس المحتجين بـ”المرتزقة الذين أهانوا القرآن الكريم والنبي، وأحرقوا مساجد وعلم الجمهورية الإسلامية المقدس، ودنّسوا حجاب النساء والأماكن العامة ومسّوا بالأمن العام”.

وحمل الحرس الثوري الإيراني بدوره على المتظاهرين وندد بـ”عملية نفسية وحرب إعلامية مفرطة” بدأت “بذريعة وفاة مواطنة”.

وأشاد الحرس الثوري بـ”جهود وتضحيات الشرطة”، واصفا ما يحصل بأنه “مؤامرة جديدة سيكون مصيرها الفشل”.

ودعا رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إجئي، الخميس، المدعي العام والقضاء الى التحرك “للحفاظ على الأمن وسلامة المواطنين في كل البلاد ومواجهة العناصر المخربة والمشاغبين المحترفين”.

وقال “الأشخاص الذين ألحقوا ضررا بالممتلكات العامة وخالفوا أوامر الشرطة والمرتبطون بأجهزة تجسس خارجية يجب أن يعاملوا وفق القانون، من دون أي رحمة”.

كذلك، أعلنت أجهزة الاستخبارات في بيان أن “كلّ مشاركة في تظاهرات غير قانونية ستُعاقب أمام القضاء”.

وأشاد المتظاهرون في وسط طهران الذين انطلقوا في مسيرتهم بعد صلاة الجمعة بالقوى الأمنية المستهدفة من المتظاهرين، وفق قولهم.

وقال الإمام سيد أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في مسجد جامعة طهران “أطلب بحزم من السلطة القضائية التحرك بسرعة ضد المشاغبين الذين يعنفون الناس ويضرمون النار في الممتلكات العامة ويحرقون القرآن”.

وأضاف “عاقبوا هؤلاء المجرمين بسلاح القانون”.

ورفع المتظاهرون لافتات شكروا فيها قوات الأمن “العمود الفقري للبلاد”، وحملوا على النساء اللواتي أحرقن حجابهن خلال تظاهرات احتجاجية في الأيام الماضية. وهتفوا “الدعوة إلى إلغاء الحجاب تنفيذ لسياسة الأميركيين” و”الموت للمتآمرين”.

وكانت أشرطة فيديو تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت نساء خلال الاحتجاجات يخلعن حجابهن ويلقين به في نار مشتعلة في الطريق. وهتف المتظاهرون أيضا “لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة”.

وتخللت الاحتجاجات مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن، وأحرق المتظاهرون آليات للشرطة وألقوا الحجارة باتجاهها، وفق أشرطة فيديو تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وناشطين.

وقال مركز حقوق الإنسان في إيران الذي مقره في نيويورك إن الحكومة ردّت على المتظاهرين بـ”الذخيرة الحية والمسدسات والغاز المسيل للدموع، وفق أشرطة فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيها أشخاص ينزفون بغزارة”.

وبين أشرطة الفيديو المتداولة، يمكن رؤية متظاهرين، يشوهون أو يحرقون صورا للمرشد الأعلى علي خامنئي، في تصرفات نادرا ما تحصل في إيران.

ولا تزال خدمات الإنترنت والاتصالات شبه مقطوعة عن البلاد منذ يومين، وعطلت منذ الأربعاء خدمات واتساب وانستغرام.

من جهتها أعلنت واشنطن، الجمعة، رفع بعض القيود المفروضة على التجارة مع إيران من أجل السماح “لشركات التكنولوجيا بتزويد الشعب الإيراني مزيدا من الخيارات لمنصات وخدمات خارجية آمنة”.

جاء ذلك بعد أيام من إعلان مالك شركة “سبايس إكس” إيلون ماسك أنه يعتزم طلب إعفاء من العقوبات المفروضة على إيران من الإدارة الأميركية من أجل تقديم خدمات الاتصال بالإنترنت في الجمهورية الإسلامية عبر أقمار ستارلينك الاصطناعية.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن الإجراءات الجديدة “ستساعد على مواجهة الجهود (التي تبذلها) الحكومة الإيرانية لمراقبة مواطنيها وفرض رقابة عليهم”. وأضاف “الحكومة الإيرانية تخشى شعبها”.

واعتبر موقع “نتبلوكس” الذي يعمل من لندن ويراقب حجب الإنترنت في أنحاء العالم، الجمعة أن قيود إيران على الإنترنت ترقى إلى “نمط تعطيل يشبه حظر التجول”.

وأضاف أن الوصول إلى “منصات الإنترنت لا يزال مقيدًا والاتصال متقطع للعديد من المستخدمين”، مؤكدا أن شبكة الإنترنت عبر الهاتف المحمول “توقفت لليوم الثالث الجمعة”.

زوارنا يتصفحون الآن