جميعا لدينا وقت محدود؛ يعيش بعض الناس مدة أطول من الآخرين، لكن أنا وأنت نعلم أن الأمر لا يتعلق بطول العمر وإنما بالوقت الذي نقضيه في حياتنا، الأمر يتعلق بتجاهل العوامل الخارجية كلها والتأكد من أنك ترقى إلى مستوى دافعك الداخلي.
عندما أتحدث عن الوصول إلى إمكاناتك فأنا لا أتحدث عما يظن الآخرون أو المجتمع أنه يجب علينا فعله في حياتنا؛ فعندما تسعى وراء أهداف فارغة تصبح حياتك مضطربة، بدلا من ذلك استثمر في إمكاناتك وابتعد عن كل شيء خارجي، وكن شخصاً أفضل؛ فهذا هو الهدف الوحيد المشرف.
هناك مهارات يشترك فيها جميع الأشخاص العظماء هي:
أولًا: الوعي الذاتي
يجب أن تكون راضياً عن نفسك وعن هويتك وألَّا تحاول أن تكون شخصاً آخر فقط لأنَّ الآخرين يطلبون منك ذلك، فاعرف نفسك وإذا كنت لا تعرف نفسك فاكتشف ذلك، واقرأ واكتب وفكر وتحدث؛ فالوعي الذاتي يتطلب منك فقط أن تكون على دراية بأفكارك، وعندما تكون مدركاً لذاتك فإنَّك تتعلم تلقائياً المزيد عن هويتك، وهو ما يسمى معرفة الذات، لكن كل شيء يبدأ بالوعي.
ثانيًا: القيادة
ركز على نفسك وأصلح مشكلاتك وكن شخصاً مستقراً يمكنك الاعتماد عليه، وعندما تفعل ذلك ركز على إلهام الآخرين لفعل الشيء نفسه، وأفضل طريقة لمساعدة الآخرين هي تعليمهم الاعتماد على أنفسهم؛ فالنرجسيون يريدون جعل الناس يعتمدون عليهم، أمَّا القادة يُعلِّمون الآخرين أن يكونوا مستقلين من خلال تقديم مثال يُحتذى به، أفضل طريقة للقيادة أن تكون مثالاً يحتذى به.
ثالثًا: الكتابة
تؤدي الكتابة الأفضل إلى تفكير أفضل، ويؤدي التفكير الأفضل إلى تواصل أفضل، ويؤدي التواصل الأفضل إلى نتائج أفضل في حياتك المهنية؛ فعندما تصبح جيداً في شيء ما فسوف يساعدك ذلك على التحسن في أشياء أخرى، فقط عندما بدأت الكتابة تغير كل شيء؛ فعندما تصبح كاتباً أفضل يمكنك بسهولة التعبير عن نفسك والبدء في تكوين علاقات، ما يؤدي إلى تحسين حياتك المهنية بطرائق لا تتخيلها أبداً.
رابعًا: اليقظة الذهنية
قد يكون تعريفي لليقظة الذهنية مختلفاً عن تعريفك؛ ولأكون واضحاً أنا لا أتحدث عن ممارسة التأمل أو اليوغا؛ بل أتحدث عن الشخص الواعي والهادئ؛ فالشخص الذي يتحكم بأفكاره وعواطفه هو شخص حازم ويمكن للآخرين الاعتماد عليه، لكنَّ تحقيق هذا السلام الداخلي يتطلب كثيراً من التدريب، ولا أظنُّ أنَّنا نستطيع إتقان هذه المهارة تماماً، لكن من خلال ممارسة السيطرة على أفكارنا يمكننا أن نتحسن، وطريقتي المفضلة لأصبح أكثر وعياً هي أن أكون حاضر الذهن؛ فكلما بقيت في اللحظة الحالية أصبحت أكثر وعياً، والهدف هو ألَّا تضيع بين أفكارك.
اقرأ أيضًا: مهارات اجتماعية تساعد طفلك على تكوين صداقات
خامسًا: الإنتاجية
الشيء الغريب المتعلقة باليقظة الذهنية هو أن الناس يفترضون أنّ العيش في الحاضر يزيل دافعك لتحقيق أهدافك، والنقيض من ذلك هو الصحيح؛ كلما كنت حاضر الذهن زادت الرغبة في تحسين حياتي، وكيف تحسن حياتك؟ لا داعي لأن أخبرك أن العمل هو السبيل الوحيد لتحقيق الأشياء؛ فالتفكير في تحقيق أهدافك لن يفعل شيئا حقيقياً لك.
لذا كن شخصا منتجا كل يوم، واستفد من وقتك ولا تضيعه فقط على مشاهدة التلفاز أو التسكع مع أصدقائك أو اللعب أو أي نشاط روتيني طائش آخر؛ تعرف إلى كيفية الحصول على أكبر قدر من النتائج في أقل وقت ممكن، وهذا هو الهدف النهائي لمهارات الإنتاجية.
سادسًا: المثابرة
في بعض الأيام تريد الاستسلام؛ لأنك لا ترى أي نتائج في حياتك، فأنت تعمل كثيراً ولا تحصل على شيء في المقابل، لقد درست لسنوات وعملت دون أن أرى أي نتائج، ولم أحصل على أي تقدير أو مال أو مكافآت، إلَّا أنني مضيت قدماً في حياتي، لكن ذات يوم بعد سنوات من العمل، بدأت أرى بعض النتائج والتحسن، وشعرت بمزيد من الثقة، وبدأت في كسب المزيد من المال، ولكن لو لم أصبر لم أكن لأحصل على أي من هذه الأشياء؛ ولهذا السبب لا أتوقف عن السعي من أجل التحسين، ولا ينبغي عليك التوقف أيضا.
سابعًا: التميز
لم أكن صبورا لدرجة أنني لم أفعل شيئاً جيدا، فقد بذلت فقط الحد الأدنى من الجهد، ومن ثمَّ لم أكن أبدا الأفضل في أي شيء، لكن بعد ذلك أدركت أنَّ التميز هو مهارة.