قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، إن المملكة العربية السعودية بدأت عملية تطبيع تدريجية مع إسرائيل، لافتا إلى أن اتفاقيات “إبراهام” للتطبيع مع دول خليجية لم تكن لتتم دون موافقة السعودية.
وأضاف في تصريحات لشبكة (سي إن إن) الأمريكية: “يجب الاعتراف أن المملكة تتجه نحو التطبيع”، ضاربا المثل بفتح السعوديون المجال الجوي السعودي لمئات الآلاف من الإسرائيليين الذين تمكنوا من التحليق إلى دول الخليج، والآن إلى ما بعد دول الخليج”، مضيفا: “لقد كان هذا قرارا مدروسًا”.
وتابع نتنياهو، إنه “لا توجد طريقة يمكن أن تحدث بها اتفاقية إبراهام مع دول الخليج دون موافقة السعودية.. وأعتقد أن الأمر يسير باتجاه تطبيع المملكة معنا”.
وزاد: “سيكون هذا هدفي الرئيسي الدبلوماسي إذا تم إعادة انتخابي (رئيسا للوزراء)، كما آمل أن يحدث في غضون أسابيع قليلة”، على حد تعبيره.
وعن أسباب تطبيع دول خليجية العلاقات مع إسرائيل، قال نتنياهو، إن “اتفاقيات إبراهام كانت بسبب صعود التهديد الإيراني، والقوة الإقليمية التي وصلت إليها إسرائيل.
وأضاف: “عندما أصبحت إسرائيل رائدة، إذا لم تكن الدولة المبتكرة الرائدة التي أنتجت آلافًا من الشركات الناشئة وأنتجت الأمن الإلكتروني وأنتجت استخبارات لا مثيل لها ضد الإرهاب، أصبحنا مصدر اهتمام كبيرا لبلدان أخرى في 5 قارات، وأيضًا في الشرق الأوسط”.
وتابع: “عندما قدت بصراحة معارضة ضد تسليح إيران بالأسلحة النووية، خلق ذلك مصلحة متبادلة مع الدول العربية”.
وزاد نتنياهو: “لذا فإن صعود التهديد الإيراني من جانب، وصعود القوة الإسرائيلية من الجانب الآخر، مجتمعة، خلقتا مصلحة في دول الخليج التي لا تنظر الآن إلى إسرائيل باعتبارها عدو لها، ولكن باعتبارها حليفتها التي لا غنى عنها لمواجهة تهديد مشترك، إيران، ولتحسين حياة مواطنيها بالابتكار والتكنولوجيا من إسرائيل”.
لا توجد علاقات دبلوماسية أو تجارية “رسمية” بين السعودية وإسرائيل، على الرغم من أنه يُعتقد أن لديهما روابط أمنية ودفاعية، تستند إلى مخاوفهما المشتركة بشأن طموحات إيران الإقليمية.
لكن تزايدت التقارير مؤخرا حول استعداد السعودية للدخول إلى حظيرة التطبيع مع دولة الاحتلال بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المملكة، قبل شهرين، والتقى خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي أشارت تقارير أخرى سابقة إلى أنه لا يمانع من التطبيع مع دولة الاحتلال، لكن وجود والده الملك سلمان بن عبدالعزيز هو العقبة الأبرز في هذا الطريق.
أبرز هذه الأحداث هو ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، على قناة سعودية تديرها الدولة، وذهاب أمريكي إسرائيلي يقول إنه “الحاخام الأكبر في السعودية” إلى المملكة بتأشيرة سياحية، وقيام عائلة سعودية بارزة بالاستثمار في شركتين إسرائيليتين.
وبخلاف ذلك، وافقت المملكة على تخفيف قيود الطيران على مجالها الجوي لشركات الطيران التجارية، التي تسافر من تل أبيب وإليها.
ويرى مراقبون، أن خطوة السعودية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ستمنح بشكل فعال معظم الدول العربية والإسلامية الأخرى الضوء الأخضر لتحذو حذوها.
يشار إلى أن اتفاق التطبيع الإسرائيلي “إبراهام” مع الإمارات والبحرين في 2020، أدخل تل أبيب إلى المنطقة العربية من بابٍ يختلف عن الباب الذي لم تتمكن من فتحه بتوقيعها اتفاقي السلام مع كل من مصر 1979 والأردن 1994 أواخر القرن الماضي.
هذا الاتفاق جعل إسرائيل، حسب رأي مراقبين، الرابح الأكبر من بين البلدان الثلاثة، فما استطاعت فعله في خلال هذه الفترة، مع كل من أبوظبي والمنامة، لم تتمكن من فعله مع القاهرة وعمان، ولا سيما على صعيد التطبيع الشعبي.
إذ بقيت الحساسيات بين الشعبين المصري والأردني من جهة والإسرائيلي من جهة ثانية، وهو مشهد يختلف على صعيد الإمارات والبحرين، حيث ترجم ذلك في تبادل سياحي وثقافي وأكاديمي وتجاري ودبلوماسي.