قال صندوق النقد الدولي في بيان، إن المخاطر المتعلقة باعتماد السلفادور لعملة بتكوين المشفرة “لم تتحقّق” بعد، وذلك بعد زيارة قام بها ممثلون عن الصندوق إلى الدولة الواقعة في أميركا الوسطى.
وجاء في البيان الذي نشره الصندوق “بالنظر إلى المخاطر القانونية والهشاشة المليّة والطبيعة التخمينية إلى حد كبير لأسواق العملات المشفرة، فإنه يجب على السلطات إعادة النظر في خططها لتوسيع تعرض الحكومة لعملة بتكوين”.
وجاءت هذه الزيارة السنوية لموظفي صندوق النقد الدولي، في أعقاب سداد سندات بقيمة 600 مليون دولار من قبل دولة السلفادور الشهر الماضي، وسط مخاوف المستثمرين بشأن مصادر التمويل والسياسة المالية التي تتبعها الدولة.
وأشار الصندوق إلى أن “المخاطر لم تتحقّق بسبب الاستخدام المحدود للبتكوين حتى الآن”. وقال إن استخدام العملة المشفرة “يمكن أن ينمو نظرا لحالة الإصلاحات التشريعية لتشجيع استخدام الأصول المشفرة، بما في ذلك السندات الرسمية”.
وكان البرلمان قد أقر الشهر الماضي قانونا في السلفادور، ينظم إصدار الأصول الرقمية من قبل كل من الدولة والكيانات الخاصة.
وأعلن الرئيس نجيب بوكيلي على تويتر، سلسلة من عمليات الشراء لحوالي 2380 بتكوين قبل منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما قال إن الخزانة ستشتري البتكوين كل يوم.
وبعد هذا الإعلان، فإن حكومة السلفادور تمتلك ما يقارب من 2470 قطعة نقدية تم الحصول عليها بحوالي 106 مليون يورو، حيث أن القيمة الحالية لهذا الاستثمار هي 52 مليون دولار، أي خسارة تزيد عن 50٪.
ولا تكشف الحكومة السلفادورية عن المشتريات أو المقتنيات أو مكان الاحتفاظ بالعملات الرقمية.
من جهته، قال صندوق النقد الدولي “المزيد من الشفافية بشأن معاملات الحكومة في البتكوين المملوكة للدولة لا يزال ضروريا”.
وسلط صندوق النقد الدولي الضوء على “التعافي الكامل” لاقتصاد السلفادور إلى مستويات ما قبل الوباء “مدفوعا باستجابة الحكومة الفعال للأزمة الصحية”، كما جاء في التقرير.
ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحليّ الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.4٪ في عام 2023، وهو أعلى من المتوسط التاريخي.
وخلال الفترة الماضية، أقر البرلمان في الكونغرس، إصدار سندات “بتكوين” مقومة بالدولار، وذلك لجمع 500 مليون دولار لبناء مدينة ساحلية تحمل اسم “بتكوين”، وينتظر التشريع توقيع رئيس البلاد نجيب بوكيلي.
وتأتي هذه الخطوة لترسخ العملات المشفرة في السلفادور، لتكون جزءا من مكونات نظام نقدي عالمي جديد، ولا سيما أن السلفادور هي الدولة الوحيدة على الصعيد العالمي التي أقرت تداول “بتكوين” كعملة رسمية بجوار الدولار الأميركي.