1 أغسطس، 2024 3:05 صباحًا
لوجو الوطن اليوم
هل يجوز الاحتفال باليوم الوطني السعودي ؟
هل يجوز الاحتفال باليوم الوطني السعودي ؟

هل يجوز الاحتفال باليوم الوطني السعودي؟ الذي يصادف شهر سبتمبر من كل عام، والذي جاء بعد توحيد البلاد، حيث سميت بعد ذلك بالمملكة العربية السعودية، وعند الحديث عن اليوم الوطني نتساءل هل يجوز الاحتفال باليوم الوطني، وهذا ما سيتم التعرف عليه في (الوطن اليوم)، وسنتعرف على حكمه عند هيئة كبار العلماء والشيخ الفوزان، ومن ثم سنتحدث عن حكم التهنئة باليوم الوطني.

هل يجوز الاحتفال باليوم الوطني ؟

لا يجوز الاحتفال باليوم الوطني، حيث إن هذا اليوم ما هو إلا باب من أبواب التشبه بأعداء الله -سبحانه وتعالى-، فالأيام الوطنية لا يجوز الاحتفال بها، ولم يتم تشريعها في الدين الإسلامي، لأنه لا يقصد بها العبادة فهي من هنا تكون بدعة محدثة، وإذا كان هذا اليوم يقصد به إظهار ما أنشأته الدولة وما بذلته لشعبها، فهذا قد يكون معتبرًا من جنس الأيام الأخرى التي يحدثها اليهود والنصارى وأشباههم للذكرى؛ فلا ينبغي أيضًا التشبه بهم، لا في هذا ولا في غيره، والله أعلم.
الاحتفال باليوم الوطني هيئة كبار العلماء

ذكر أهل اللغة والعلم؛ أن العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك؛ فالعيد قد يجمع أمورًا منها: يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات، ويكون المقصود به التنسك والتقرب أو التعظيم؛ لنيل الأجر والثواب.

ومن هذه الأعياد ما كان فيه تشبه بأهل الجاهلية وأهل الكفر؛ فما هو إلا بدعة محدثة؛ تدخل في عموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ”، والعيد الوطني من هذا الأعياد التي حرمت هيئة كبار العلماء الاحتفال به، لأن فيه تشبه بالكفار، وإقامة المنكرات والحفلات والعطل التي لا تمس للإسلام بأي صلة، ولا يجوز اتباع اليهود والنصارى في هكذا أعياد.

حكم الاحتفال باليوم الوطني الشيخ الفوزان

أجاز الشيخ الفوزان الاحتفال باليوم الوطني دون إقامة مهرجانات ومنكرات شرعية، حيث قال في ذلك: “أنه لا يظهر لي مانع شرعي من تخصيص يوم للوطن كما هو الحال في كل دول العالم، أو يوم للمعلم أو للأم أو للعمال أو للمرور أو للشجرة أو يوم لمكافحة الإيدز أو السرطان أو التدخين أو نحوها من الأيام التي يتنادى لها العالم بدوله وهيئاته العالمية، وتقام لها النشاطات التوعية من برامج إعلامية، وحلقات نقاش ومحاضرات وكتيبات ومطويات ونحوها”، ورغم هذا فقد تعددت الآراء في حكم الاحتفال بين مجيز وكاره، ولهذا أورد الفوزان الحاجة إلى حسم الجدل؛ حتى لا يقع الناس في تردد وحرج إما في إقرارها والمشاركة في فعالياتها، وإما في إنكارها والامتناع عن المشاركة فيها، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ومن الجدير بالذكر أن الفوزان أنكر بشدة ما قد يحصل في اليوم الوطني من منكرات ومخالفات شرعية، وتجاوز للآداب والأنظمة المرعية، ومنها ما يصل أحيانًا إلى التجني والاعتداء على بعض المصالح العامة أو الخاصة من قبل بعض المتهورين والسفهاء من الشباب والنساء، وعليه فقد أكد على أنه يجب منعهم من ذلك، لأن هذا ضد المقصود من الاحتفاء باليوم الوطني، وما هو إلا تشويه لصورة البلد المبارك، وتهديد لمكتسباته، كما أن من شأنها أن تبغِّض المواطنين والمقيمين بذلك اليوم وتجعلهم يتوجسون منه خيفة.

حكم التهنئة باليوم الوطني

يجوز التهنئة إن كان ذلك في مصلحة البلاد، حيث جاء في فتوى الشيخ ابن باز عندما سئل عن حكم التهنئة باليوم الوطني للبلاد؛ أجاب: “أن التهنئة بدعة لا أصل لها في الدين الإسلامي، وهي واحدة من أفعال المشركين والكفار، إلا أنه اتبع في قوله إن حاكم البلاد إذا رأى أن هذه التهنئة في مصلحة الوطن، وبها يكون درء الفتن؛ اتفق العلماء ذلك، فيجوز له أن يهنئ الكفار في هذا اليوم إذا كان ذلك في مصلحة الأمة الإسلامية، إذا كان ذلك دفع للشر وتأكيد للخير، وذلك لدفع المنكر والمصلحة”، والله تعالى أعلم.

هل يجوز إقامة الحفلات في اليوم الوطني ؟

لا يجوز إقامة الحفلات والمهرجانات في اليوم الوطني، فأصل الاحتفال بهذا اليوم من البدع المحدثة، ومن أجاز الاحتفال به؛ قال بالبعد عن إقامة المهرجانات التي فيها ما فيها من منكرات ومخالفات شرعية، وظلم وعدوان، واستهتار بالقيم وانتهاك للحرمات، والذي يقول بجوازها من باب التعبير عن الفرح السرور بتوحيد البلاد فهذا ظالم لنفسه، فما هذا إلا خروج على تعاليم الشريعة، وظلم العباد وتهديد مصالح البلاد، وتشويه سمعة الوطن وأهله تعبيرًا عفويًا عن حب الوطن وصدق الولاء له، فكل ذلك من باب الظلم والعدوان، والاستهتار والطيش؛ وليس من باب الاحتفاء باليوم الوطني.

وعليه فإن كل هذه المظاهر محرمة في اليوم الوطني وغيره، وفي كل زمان ومكان ومناسبة، حيث إن المبالغة في الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة قد تطغى على الاحتفال بالأعياد الشرعية، التي يشرع الاجتماع لها، وإظهار الفرح والسرور بها، وتبادل التهاني والتبريكات، وإدخال الفرحة على نفوس الكبار والصغار، والأغنياء والفقراء، والتجمل والتطيب، فإذا بالغ الناس بالاحتفال باليوم الوطني وأمثاله ضعف اهتمامهم بالاحتفال بالأعياد الشرعية، وقلت عنايتهم بها، وفرحتهم بإدراكها، حيث قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “لا يخفى ما جعل الله في القلوب من التشوق إلى العيد والسرور به والاهتمام بأمره: إنفاقًا، واجتماعًا، وراحة ولذة وسرورًا وكل ذلك يوجب تعظيمه لتعلق الأغراض به، فلهذا جاءت الشريعة في العيد بإعلان ذكر الله فيه، حتى جُعل فيه من التكبير في صلاته وخطبته وغير ذلك؛ مما ليس في سائر الصلوات… فصار ما وسع على النفوس فيه من العادات الطبيعية عونًا على انتفاعها بما خص به من العبادات الشرعية، فإذا أعطيت النفوس في غير ذلك اليوم حظها أو بعض الذي يكون في عيد الله فترت عن الرغبة في عيد الله”.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال هل يجوز الاحتفال باليوم الوطني السعودي؟، وبينا حرمة ذلك لأنه من باب التشبه بالكفار، وذكرنا ذلك عند هيئة كبار العلماء، وقل الشيخ الفوزان في ذلك، ثم تحدثنا عن حكم التهنئة، وبينا حرمة إقامة الحفلات والمهرجانات في اليوم الوطني وغيره.

زوارنا يتصفحون الآن