2 نوفمبر، 2023 4:30 مساءً
لوجو الوطن اليوم
واشنطن بوست: زيارة رئيسة تايوان لـ “الولايات المتحدة”.. الرفض الصيني يزيد احتمالات التصعيد
تساي إينغ وين

يُرتقب تعقد الرئيسة التايوانية، تساي إينغ وين، لقاء مع رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفن مكارثي، نهاية الشهر الجاري، خلال توقفها بالولايات المتحدة، في الرحلة التي تقودها إلى دولتي بيليز وغوتيمالا. بحسب صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية

وستسافر إينغ وين إلى البلدين في الفترة من 29 مارس إلى 7 أبريل؛ حيث ينتظر أن تتوقف أولا في نيويورك قبل أن تتوجه إلى غواتيمالا، على أن تحلّ بلوس أنجلس خلال رحلة عودتها من بيليز، حسبما أكد متحدث باسم مكتب الرئيسة التايوانية، الثلاثاء.

وفيما لم تكشف الرئاسة التايوانية عن أي برنامج رسمي مع المسؤولين الأميركيين، كشفت مصادر الصحيفة، أن تساي إينغ وين، ستجري اجتماعا مع رئيس مجلس النواب الأميركي، كيفين مكارثي، في الخامس من أبريل المقبل.

وتتزامن زيارة المسؤولة التايوانية إلى البلدين الواقعين بأميركا الوسطى، مع تراجع الدول التي تعترف بتايوان إلى 13 بلدا فقط، بعد إعلان رئيسة هندوراس، شيومارا كاسترو، الأسبوع الماضي، تطلع بلادها إلى تعزيز علاقاتها الديبلوماسية مع الصين.

كما تتزامن الرحلة التي ستمثل زيارة تساي السابعة إلى الولايات المتحدة، في وقت تتصاعد فيه التوترات بين بكين وتايبيه، حيث تواصل الصين ضغوطها العسكرية والسياسية في محاولة لإقناع تايوان بقبول السيادة الصينية عليها.

ويأتي الاجتماع المرتقب بين تساي ومكارثي، في أعقاب الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس الماضي، والتي أثارت ردود فعل غاضبة من بكين التي أجرت مناورات عسكرية ضخمة ردا على زيارة المسؤولة الأميركية.

• الرئيس الصيني يتعهد بإعادة توحيد تايوان وتأسيس جيش لتعزيز الأمن القومي

وتفاعلت الخارجية الصينية، الثلاثاء، مع إعلان رحلة الرئيسة التايوانية إلى أميركا، معبرة عن “معارضتها الشديدة للزيارة، تحت أي مسمى أو ذريعة”.

واعتبرت بكين أن “توقف” الرئيسة التايوانية في الولايات المتحدة “مجرد ذريعة”، وأن الهدف الحقيقي هو “دفع فكرة استقلال تايوان”، مشيرة إلى أن الصين تقدمت باحتجاجات رسمية إلى واشنطن بهذا الشأن.

وقال وزير الخارجية الصيني، إن “أي محاولات من جانب تايوان للتواطؤ مع القوات الأجنبية لتحقيق الاستقلال محكوم عليها بالفشل”، داعيا واشنطن إلى الالتزام بمبدأ “الصين الواحدة”، وقال إنه لا ينبغي أن يكون لها أي شكل من أشكال الاتصال مع تايوان، الطامحة للاستقلال والتي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها.

ولا تقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع تايوان التي تطالب بها الصين لكنها أهم داعم دولي للجزيرة وأكبر موردي الأسلحة لها، بحسب رويترز.

وصرح مسؤول أميركي كبير في إدارة بايدن، في إفادة صحفية ليلة الاثنين، أن الالتزام بسياسة الصين الواحدة “لم يتغير”، مبرزا أن “الولايات المتحدة تعارض أي تغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن في مضيق تايوان من قبل أي من الجانبين”.

وأفاد المسؤول الذي لم يكشف عن صفته “نحن لا ندعم استقلال تايوان، ونتوقع حل الخلافات بين الجانبين بالوسائل السلمية”.

وتتزامن الجولة الخارجية للرئيسة التايوانية، مع إعلان مكتب سلفها، ما ينج جيو، عن قيامه بزيارة إلى الصين الشهر الجاري، في أول زيارة لزعيم تايواني سابق أو حالي لبكين منذ فرار الحكومة الصينية المهزومة إلى الجزيرة عام 1949.

وعقد ما، الذي لا يزال عضوا بارزا في الحزب القومي الصيني (الكومينتانغ) المعارض الرئيسي في تايوان، اجتماعا تاريخيا مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في سنغافورة في أواخر عام 2015، قبل وقت قصير من انتخاب رئيسة تايوان الحالية تساي إينغ وين.

وقال مكتب ما إنه سيزور الصين في الفترة من 27 مارس، إلى السابع من أبريل، ويزور عدة مدن.

وأضاف المكتب أنه سيلتقي بطلاب ويزور مواقع مرتبطة بالحرب العالمية الثانية وصراع الصين مع اليابان، وكذلك تلك المتعلقة بثورة 1911 التي أطاحت بآخر إمبراطور صيني، إيذانا بإعلان جمهورية الصين.

ولم يتطرق المكتب إلى ما إذا كان رئيس تايوان السابق سيجتمع مع أي مسؤولين أو زعماء صينيين.

• الصين: تايوان خط أحمر على الولايات المتحدة ألا تحاول تجاوزه

وسبق أن تداولت تقارير إعلامية أن رئيس النواب الأميركي كان يستعد لزيارة تايوان، غير أنه تم إخطار مكتبه بأن حزب الكومينتانغ، ربما يستغل الرحلة لأغراض سياسية في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية التي تجرى العام المقبل، وفقا لما نقلته الصحيفة.

ويسعى حزب الكومينتانغ إلى تصوير سياسة الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم، على أنها “استفزازية بلا أي داع، وأنها تزيد من مخاطر الحرب مع الصين”.

وقال المسؤول الأميركي إن “توقف الرئيسة التايوانية بالولايات المتحدة خلال رحلتها لا يعد زيارة رسمية”، مضيفا أن المسؤولين التايوانيين يلتقون عادة بأعضاء الكونغرس في محطات توقفهم في الولايات المتحدة.

ولفت المسؤول، إلا أن “ما من داع لأي تصعيد صيني”، مضيفا “لا ينبغي أن تستغل هذه الرحلة كذريعة لتكثيف أي نشاط عدواني حول مضيق تايوان”.

وقال المسؤول إن الإدارة الأميركية، لا تتوقع تكرار ما حدث في أغسطس الماضي بعد زيارة بيلوسي، للرد على عبور تساي عبر الولايات المتحدة.

وتنظر الصين إلى تايوان باعتبارها القضية الإقليمية الأكثر حساسية، كما أنها تمثل أحد نقاط الخلاف الرئيسية مع الولايات المتحدة. وتقيم واشنطن علاقات غير رسمية مع تايبه لكنها ملزمة بموجب القانون الأمريكي بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها، وفقا لرويترز.

ودأب رؤساء تايوان على التوقف في الولايات المتحدة في طريقهم لزيارة حلفائهم الدبلوماسيين في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادي. وغالبا ما ينتهز الجانبان الأميركي، والتايواني الفرصة لعقد اجتماعات رفيعة المستوى على الرغم من أن التوقفات لا ترقى لمستوى الزيارات الرسمية.

ولن تكون هندوراس محطة في جولة تساي إلى أميركا الوسطى، بحسب ألكسندر تاه راي يوي، نائب وزير الخارجية التايوانية، بعد أن تراجع مستوى التنسيق الديبلوماسي بين الجانبين منذ انتخاب كاسترو رئيسة للبلاد، العام الماضي.

واتبع الحزب الشيوعي الصيني لعقود استراتيجية عزل حكومة تايوان المنتخبة ديمقراطيا، وخلال فترة رئاسة تساي، قطعت كل من نيكاراغوا وبنما وجمهورية الدومينيكان والسلفادور وجزر سليمان علاقاتها مع الجزيرة.

زوارنا يتصفحون الآن