4 نوفمبر، 2023 9:54 صباحًا
لوجو الوطن اليوم
أويل برايس: كيف ستتصرف السعودية والشرق الأوسط في الطلب العالمي على الغاز؟
أويل برايس: كيف ستتصرف السعودية والشرق الأوسط في الطلب العالمي على الغاز؟

من المتوقع أن يزداد الطلب على الغاز العالمي، مع عدم كفاية المجالات الحالية لتلبية هذا الطلب، مما يبرز الحاجة إلى مصادر غير تقليدية، وهنا تبرز منطقة الشرق الأوسط، خاصة السعودية، عندما يدور الحديث عن مستقبل مصادر الغاز غير التقليدي.

ويشير تحليل نشره موقع (أويل برايس)، إلى أن حقل الجافورة السعودي في منطقة الأحساء سيلعب دورا رياديا خلال السنوات المقبلة، في إنتاج الغاز غير التقليدي، والذي سيعول عليه لتقليل الفجوة بين العرض والطلب عالميا، حيث من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الغاز في العقد المقبل.

ما هو الغاز غير التقليدي؟

هو غاز طبيعي يُستخرج من مكامن مختلفة عن تلك المكامن الأقرب التي يتواجد بها الغاز التقليدي، ويشمل الغاز المستخرج من مكامن تعتبر غير تقليدية، مثل الصخور الزيتية (مثل تلك الموجودة في حقل الجافورة)، وميثان طبقات الفحم، وهيدرات الميثان، وغاز الأردواز (ينتج من صخور الأردواز).

• الشرق الأوسط: مصر تقنع إسرائيل بالشروع باستخراج الغاز قبالة سواحل قطاع غزة

وتشير الإحصائيات إلى أن 32% فقط من أحجام الغاز التقليدية المكتشفة منذ عام 2010 قيد الإنتاج، مما يشير إلى أن البلدان بحاجة إلى الاستثمار في الغاز غير التقليدي أو زيادة الإنتاج التقليدي.

ونتيجة لذلك، سيتعين على البلدان التي تعتمد على المصادر التقليدية للغاز أن تتجه نحو الكميات غير التقليدية لتحقيق أهداف صافي الصفر وتلبية الطلب العالمي إذا لم تعمل على زيادة استثماراتها في الإنتاج.

وحتى مع النمو السريع لمصادر الطاقة المتجددة، لن تلبي المجموعة الحالية من حقول الغاز الحالية الطلب العالمي ، مما يتطلب نموًا سريعًا في إمدادات الغاز غير التقليدية.

الغاز في الشرق الأوسط

ستلعب المناطق الجغرافية الغنية بالغازات مثل الشرق الأوسط، لا سيما أحواض الربع الخالي في السعودية، دورًا أساسيًا في سد تلك الفجوة، مما يوفر ما يقدر بنحو 20 مليون طن سنويًا (TPA) من الغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2040.

وشهد إنتاج الغاز غير التقليدي، مثل الصخر الزيتي، نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة بسبب التطورات التكنولوجية.

ودفع هذا النمو السريع الحصة العالمية من إمدادات الغاز غير التقليدية في إنتاج الغاز العالمي بوتيرة كانت تتطلب وقتًا أكبر بكثير لتحقيقها، حيث تصاعد من 4% في عام 2000 إلى 12% في 2022، و 35% في عام 2023.

إن تدفق الغاز بأسعار معقولة من مصادر غير تقليدية وعرض مستمر من البلدان المصدرة مثل روسيا قد خفف من جهود الاستكشاف للغاز التقليدي.

تاريخيا، سيطرت روسيا والشرق الأوسط على إنتاج الغاز التقليدي، وهذا لا يتباطأ في أي وقت قريب، حيث تقوم دول الشرق الأوسط بتكثيف أحجام الغاز كجزء من استراتيجياتها الجديدة لانتقال الطاقة.

ويعتبر الغاز بشكل متزايد حجرًا مهمًا في مستقبل مستدام.

ومع انخفاض الانبعاثات وأهداف أمن الطاقة الإقليمية، يستعد الغاز للعب دور محوري في انتقال الطاقة العالمي.

الإنتاج غير التقليدي

ويعد الشرق الأوسط محركًا رئيسيًا لهذا التحول، حيث ينتقل ببطء إلى تطوير وحدات تخزين الغاز كجزء من استراتيجيات انتقال الطاقة الجديدة الخاصة بهم.

ويشير التحليل إلى أن حصة الغاز غير التقليدي ستزداد في الإنتاج العالمي إلى أكثر من 30% بحلول عام 2030.

ويرجع ذلك الزيادة المتوقعة في الإنتاج غير التقليدي في المقام الأول إلى انخفاض نجاح الاستكشاف على مدار العقد الماضي وعدم وجود مشاريع غاز تقليدية متطورة، مما يشير إلى انخفاض في إمدادات الغاز التقليدية الإجمالية.

كانت منطقة مجلس التعاون الخليجي تقليديًا قوة إنتاج النفط والغاز.

ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، كان هناك انخفاض في الاكتشافات التقليدية الكبيرة، وتفوق البلدان في المنطقة لاستكشاف وتطوير موارد غير تقليدية.

وتمثل السعودية هذا الانتقال، حيث تهدف المملكة إلى القضاء على النفط من إنتاج الطاقة وتحقيق تقسيم توليد الكهرباء بنسبة 50% من مصادر الطاقة المتجددة و 50% من الغاز الطبيعي بحلول عام 2030.

ويدعم هذا التحول نحو مشهد الطاقة الأكثر تنوعًا من خلال الطلب المتزايد على الغاز داخل البلاد، من المتوقع أن تصل إلى 125 مليار متر مكعب (BCM) سنويًا بنهاية العقد.

حقل الجافورة

لتتناسب مع الطلب المتزايد ، ستحتاج المملكة العربية السعودية إلى إنتاج جديد من حقول الغاز غير التقليدية، وأبرزها حقل الجافورة، وهو أكثر حقول الغاز الصخرية الغنية بالسوائل في الشرق الأوسط.

ومع استثمارات تصل إلى 100 مليار دولار، تخطط “أرامكو”، لبلوغ ذروة الإنتاج البالغة ملياري قدم مكعب يوميا بحلول عام 2030.

وتقدر Rystad Energy أن هذا الهدف من إنتاج الذروة سيتم تحقيقه في النصف الثاني من الثلاثينيات.

وبحلول ذلك الوقت، يمكن أن يمثل المشروع ما يقرب من 15% من إجمالي إنتاج الغاز في المملكة العربية السعودية، مما يوفر دفعة كبيرة لإجمالي إمدادات الغاز في البلاد.

الاحتباس الحراري

ويقول التحليل إن توقعاته لسيناريو الاحتباس الحراري تشير إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من عمليات التنقيب عن الغاز وإنتاجه لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 1.9 أو 2.5 درجة.

وفي كل السيناريوهات باستثناء 1.6 درجة مئوية، هناك حاجة إلى موارد غاز إضافية لتلبية الطلب.

ولذلك، فإن التنقيب عن الغاز واستثمار رأس المال الإضافي داخل أحواض الغاز البارزة أو الدول الغنية بالغاز أمر ضروري.

 

(أويل برايس)

زوارنا يتصفحون الآن