4 نوفمبر، 2023 2:15 مساءً
لوجو الوطن اليوم
اللامساوة في عالم الذكاء الاصطناعي.. النساء معرضات لفقدان وظائفهن
اللامساوة في عالم الذكاء الاصطناعي.. النساء معرضات لفقدان وظائفهن
اللامساوة في عالم الذكاء الاصطناعي.. النساء معرضات لفقدان وظائفهن

الذكاء الاصطناعي دخل جميع المجالات والشركات بتفاوت أحجامها ونشاطاتها الأساسية بالتوظيف في مراحل دورة حياة الأعمال من بداية توظيف العمال وتوريد الموارد إلى المبيعات والمحاسبة إلى خدمة العملاء والوظائف المكتبية. فبرامج الذكاء الاصطناعي تسمح للشركات بتصميم الخدمات والمنتجات وإنتاجها وتقديمها بصورة أسرع وجهد وكلفة أقل عن الكلفة اليدوية، وبدقة عالية إلى حد ما.

الحديث كثير في الآونة الأخيرة عن مخاوف الذكاء الاصطناعي ومخاطره لناحية استبداله بالقوى العاملة البشرية، ولكن المفارقة، بحسب الدراسات والتحاليل، تظهر أرجحية استبدال الذكاء الاصطناعي بالنساء أكثر من الرجال.

وفقا لدراسة أجراها معهد “كنان للمؤسسات الخاصة” في جامعة نورث كارولينا (Kenan Institute of Private Institute)، تواجه النساء خطراً أكبر للنزوح الوظيفي مقارنة بالرجال خلال نحو عقد من الزمن، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الصعود الملحوظ للذكاء الاصطناعي.

واكتشفت الدراسة أن 80% من ممثلي خدمة العملاء و60% من موظفي الدعم المكتبي هم أيضاً من النساء في الولايات المتحدة. تواجه هاتان المهنتان تهديداً من استخدام الذكاء الاصطناعي ومن المحتمل جداً أن يتم تشغيلهما آلياً بواسطة الذكاء الاصطناعي في المستقبل، في الوقت الذي تشير فيه أيضاً دراسة لشركة ماكينزي للاستشارات الإدارية إلى “أن النساء سيتأثرن أكثر من الشركات التي تستبدل بموظفيها برامج الدردشة، لأن من المرجح أن يشغلن وظائف منخفضة الأجر”.

فقد أدى التوافر العام لأدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT إلى تسريع الاتجاه نحو أتمتة الوظائف، إذ قامت شركة ماكينزي بمراجعة توقعاتها لفقدان الوظائف صعوداً بمقدار الربع عن التقديرات التي قدمتها في عام 2021.

اقرأ أيضًا: أكس.. بياناتكم البيومترية عرضة للاستخدام في تدريب الذكاء الاصطناعي

وتؤكد الدكتورة نور نعيم، الأكاديمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، أن “الأضواء تتجه نحو تحديات المرأة في ظل انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويبرز التطور التكنولوجي تساؤلات حول تأثيره في مشاركة النساء في سوق العمل”، معتبرةً أن “من أهم المعضلات هي ضعف وجود النساء في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يمثلن نسبة 22% فقط من محترفي هذا المجال”.

وعن العوامل المؤثرة في التوصل إلى مثل هذه النسب، تشير نعيم إلى أنها “متعددة ومتشعبة، تشمل تفاوت فرص العمل واعتماد التقنيات على البيانات المتحيزة جنسانياً، إضافة إلى طبيعة الثقافة التنظيمية القائمة، بينما الفجوة الرقمية والانقطاع الوظيفي يمثلان تحديات أخرى تزيد من تعقيد المشهد”.

وفي هذا السياق تشدد على أن “لضمان تطوير مشاركة النساء وتعزيز مساهمتهن في تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يجب التركيز على تقديم فرص متساوية وتغيير الأنماط القائمة في سوق العمل والثقافات التنظيمية”.

منظمة الأمم المتحدة قرعت، من جهتها، ناقوس الخطر بشأن الذكاء الاصطناعي، إذ خلصت دراسة حديثة لها إلى أن من المرجح أن تكون الأعمال المكتبية الأكثر تضرراً من موجة الذكاء الاصطناعي، ما قد يؤثر تأثيراً أكبر في عمل المرأة، بالنظر إلى أن غالبية العاملين في هذا القطاع من الإناث، لا سيما في البلدان الأكثر ثراء.

ويعزو التقرير هذه التهديدات إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على القيام بالعديد من المهمات بشكل أفضل وأسرع من البشر، وهو ما يجعل الشركات وأصحاب العمل يفضلون استخدام التكنولوجيا بدلاً من القوى العاملة البشرية التقليدية.

هذا الأمر سيضعنا أمام معضلة حقيقية تتمثل في انتهاك حقوق الإنسان لناحية المساواة بين الجنسين، والذي يُعتبر من المبادئ الأساسية المعترف بها بموجب القانون الدولي وتنص عليه الصكوك الدولية الأساسية لحقوق الإنسان.

أبرز التحديات التي تواجه المرأة في ظل تصاعد المخاوف من الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال

أولا: تفاوت فرص العمل

ينشأ التحدي المحتمل من التوزيع غير المتكافئ للفرص والوصول إلى المناصب الرفيعة لمصلحة الرجل على حساب المرأة. وقد يؤدي تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي عن غير قصد إلى تعزيز التركيز على اختيار القادة الذكور، ما يقلل من الفرص المتاحة للنساء في مثل هذه الأدوار.

ثانياً: البيانات التمييزية والمتحيزة جنسانيا

في بيئة توسعت لتشمل كل مناحي الحياة يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي لاتخاذ قرارات مؤثرة، كانت البيانات المتحيزة جنسانياً عاملاً مساهماً في تغلغل التحيز والاضطهاد ضد تمثيل المرأة في مساحة العمل في مجال الذكاء الاصطناعي، وقلل من فرص تمثيلها نظراً إلى أنه يعتمد على كم المحتوى اللامتناهي من البيانات المتاحة عبر الإنترنت للتعلم منه والتكرار، فإنه يخاطر بإعادة إنتاج التحيزات ضد المرأة وإدامتها.

ثالثاً: الفجوة الرقمية

يمكن أن يؤدي الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا إلى تفاقم الفجوة الرقمية بين الجنسين، إذ قد تواجه النساء صعوبات في اكتساب المهارات الرقمية اللازمة للاستفادة من التقنيات الحديثة.

رابعا: الثقافة التنظيمية

لا تزال الثقافات التنظيمية عميقة الجذور والتصورات المجتمعية حول أدوار الجنسين تعيق المساواة بين الجنسين. وفي بعض الأحيان، قد يترجم هذا إلى وجود يهيمن عليه الذكور في مجال التكنولوجيا والمجالات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

خامسا: الانقطاع الوظيفي

يمكن أن تواجه النساء المزيد من الانقطاعات المهنية بسبب المسؤوليات العائلية أو الضغوط المجتمعية، ما قد يؤدي إلى ضياع الفرص لتطوير المهارات التقنية والتقدم في قطاع التكنولوجيا.

زوارنا يتصفحون الآن