2 نوفمبر، 2023 5:45 مساءً
لوجو الوطن اليوم
وكالة أمريكية: الاتفاق السعودي الإيراني في الصين “أقل من أن تراه العين”

عمد تحليل نشرته وكالة (بلومبرغ) الأمريكية، وكتبه الصحفي الهندي المخضرم بوبي جوش، إلى التقليل من الصفقة التي أعلن بموجبها عودة العلاقات بين السعودية وإيران، برعاية ووساطة صينية، قبل أيام قليلة، معتبرا أنه غير المرجح أن يغير الاتفاق المعلن في بكين من مخاطر الصراع بين إيران والسعودية، وأقصى ما يمكن أن يفعله هو منح الصين انتصارا دبلوماسيا شكليا.

الاتفاق السعودي الإيراني

ويقر الكاتب، في التحليل، بأن الخطوة كانت مفاجئة بالفعل من قبل الصين، التي تتردد منذ فترة طويلة في إقحام نفسها في مشاكل الآخرين، لكن يبدو أنها باتت مستعدة أخيرًا لتحمل مسؤوليات صنع السلام لقوة عالمية.

ويضيف: “بالغطس المباشر في عمق الدبلوماسية، تتعامل بكين مع واحدة من أكثر العداوات استعصاءً في العالم، حتى أن إدارة بايدن، التي تشك بشدة في طموحات الصين العالمية المتنامية، لم تملك إلا أن تشيد بالاتفاق السعودي الإيراني “.

لكن اللوحة التي صنعتها الصين بمشاركة السعودية وإيران “أقل من أن تراها العين”، على حد توصيف الكاتب، الذي يرى أن دور الصين كوسيط كان مبالغا فيه، قياسا إلى أن السعوديون والإيرانيون كانوا يعملون بجد منذ نحو عامين لتحقيق انفراجة، بمساعدة العديد من الوسطاء، مثل العراق وسلطنة عمان، ما يعني أن الصين دخلت متأخرة.

ويضيف أن الرياض وطهران اعتبرا أنه من المناسب السماح لبكين بإحراز هذا الانتصار الدبلوماسي الظاهري بإشرافها على صياغة الاتفاق، لاعتبارات اقتصادية، فالصين – بعد كل شئ – هي أكبر مشتر للنفط السعودي والإيراني.

لذلك كان ختم الصين على الاتفاقية أكثر نفعا للسعودية وإيران من ختم العراق أو عمان.

ويعود الكاتب لمناقشة ناهية التقدم الذي حدث بالاتفاق الأخير بين السعودية وإيران، معتبرا أن الاتفاق على إعادة فتح السفارات لا يعد تطورا مهما، فوجود السفراء في البلدين قبل عام 2016 لم يفعل شيئًا يذكر لتخفيف العداء في الماضي.

أما بالنسبة للأمن الإقليمي، فإن أكبر تهديد للخليج يتمثل في هجمات إيران – في الغالب من خلال وكلاء في اليمن والعراق – على أهداف سعودية.

ويصعب الوثوق بالثعلب الإيراني للتعاون في تأمين حظيرة الدجاج، على حد وصف جوش.

ويدلل الكاتب على موقفه أيضا بأن الاتفاق السعودي الإيراني في الصين لم يتضمن حديثا صريحا عن وقف نشاط الحوثيين في اليمن، باعتبارهم مدعومين من إيران

وحتى إن قدمت إيران للسعوديين تعهدات سرية في الصين، فإن الرياض تعلم أنه عليها بالكلمة الإيرانية.

أيضا، يبدو أن السعوديون يستشعرون الآن زيادة التهديد الإيراني، بعد تصاعد تخصيب اليورانيوم في طهران إلى عتبة قريبة من صنع السلاح النووي، وإنتاجها للصواريخ الباليستية ذات المدى الأطول بشكل تدريجي، وشراؤها المبلغ عنه لمقاتلات روسية متطورة.

ولهذا السبب يسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة، الآن للحصول على ضمان أمني أمريكي والوصول إلى المزيد من الأسلحة الأمريكية، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفق الكاتب.

ويرى أيضا أن هناك اعتبارات تجارية قد تعيق التقدم في العلاقات السعودية الإيرانية بوساطة صينية، وهو أن صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصين، التي تخرق العقوبات، تأكل من الحصة السعودية في تلك السوق.

زوارنا يتصفحون الآن