قال مسؤول تركي وآخر في المعارضة السورية إن نحو 40 ألف سوري فروا من المناطق المتضررة من زلزال السادس من شباط/فبراير في تركيا، واتجهوا خلال الأسبوعين الماضيين إلى منطقة شمال غرب سورية، التي تسيطر عليها المعارضة، بعد أن خففت أنقرة القيود المفروضة على تحركاتهم.
وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، مازن علوش، إن السوريين دخلوا عبر أربعة معابر حدودية تسيطر عليها جماعات مسلحة سورية معارضة للنظام السوري.
وأفاد علوش بأن نحو 13500 سوري دخلوا عبر معبر باب الهوى، وما يقرب من عشرة آلاف عبر معبر جرابلس، ونحو سبعة آلاف عبر معبري باب السلام وتل أبيض حتى يوم أمس، الإثنين.
وأكد مسؤول في وزارة الدفاع التركية أن عدد السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بلغ 40 ألفا حتى يوم أمس، مضيفا أن العدد يتزايد يوميا.
ومنعت القيود التي فرضتها تركيا، في نيسان/أبريل الماضي، السوريين المستفيدين من الحماية المؤقتة من زيارة سورية والعودة إلى الأراضي التركية مرة أخرى، في محاولة لتشجيعهم على العودة إلى وطنهم.
ويوجد في تركيا نحو 3.5 مليون لاجئ سوري، فيما بدأ الأتراك يعبرون عن غضبهم من وجود اللاجئين على أراضيهم.
واستغل السوريون عرضا قدمته السلطات التركية في أعقاب الزلزال، يسمح لهم بقضاء ما يصل إلى ستة أشهر في شمال غرب سورية مع إمكان عودتهم إلى تركيا مرة أخرى.
وقالت الأمم المتحدة إن العديد من اللاجئين السوريين عادوا للاطمئنان على أقاربهم في أعقاب الزلزال، الذي أودى بحياة أكثر من 44 ألف شخص في تركيا ونحو ستة آلاف في سورية، معظمهم في شمال غرب البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة. وانتقل آخرون مؤقتا للإقامة مع أقاربهم بعد أن دمر الزلزال منازلهم وأعمالهم في تركيا.
وقال خالد الأحمد، وهو عامل سوري في منتصف الخمسينيات كان يعيش في كهرمان مرعش التي تضررت بشدة من الزلزال، إنه “نخطط للذهاب لرؤية أقاربنا والخروج من هذه الأجواء الصعبة هنا”.
ووقف الأحمد هو وأبناؤه العشرة في انتظار المرور عبر الجانب التركي من معبر باب الهوى، في نهاية الأسبوع، وهي المرة الأولى التي يعودون فيها إلى سورية منذ مغادرتهم قبل ثماني سنوات. وقال إن منزله تعرض لأضرار بالغة ولم يعد لديه عمل يقوم به.
وأضاف أنه “يعود الأفراد إلى وطنهم دون أن يعرفوا مكان وجهتهم تحديدا، ولكن كل ما يريدونه فقط هو الخروج من تركيا في الوقت الحالي”، مشيرا إلى أنه يسعى للعودة إلى تركيا في غضون شهر أو شهرين.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو أربعة ملايين شخص يعيشون في شمال غرب سورية، يعتمد معظمهم على المساعدات حتى قبل وقوع الزلزال الأخير.
